مساء التاسع من حزيران 2014، سقطت مدينة الموصل بيد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام الذي بات معروفاً، إعلامياً، باسم «داعش»، ليستيقظ العالم، فجر اليوم التالي، على دويّ مفاجأة مباغتة، شكّلت قطيعة مع ما سلف، وإعلاناً عن بداية عصر جديد: داعش يُسقط المدينة الثانية في العراق، ويغنم أسلحة أربع فرق عسكرية من الجيش العراقي! وفي التاسع والعشرين من الشهر نفسه أعلن «داعش» ما أسماها «الخلافة الإسلامية»، ثمّ نُصّب المدعو أبي بكر البغدادي خليفة على المسلمين. وقد بسط التنظيم سيطرته على مناطق شاسعة من سوريا والعراق، قبل أن ينهار تحت ضربات التحالف الدولي.
يُسلط هذا الكتاب الضوء على دور المرأة في تنظيم الدولة في العراق وبلاد الشام «داعش»، من مختلف الجوانب، بما في ذلك آليات استقطاب النساء وتجنيدهن. إذ يُعتبر العنصر النسوي واحداً من أهم العوامل الأساسية والمرتكزات المهمة التي عوّل عليها «داعش» في بناء وترميم هيكليته التي انتشرت في قواطع عملياته، لما للمرأة من دور في شدّ أزر المقاتلين العرب والأجانب وحضهم على الثبات. وقد ألهب التنظيم حماس نساء كثيرات، خصوصاً المراهقات، من دول الخليج العربي والمغرب العربي وأوروبا واستدرجهن للانضمام إلى صفوفه.
يسرد المؤلف سير أبرز نساء «داعش» اللواتي تبوأن مناصب قيادية في شرطة «الحسبة» النسائية وفي غيرها من الأعمال، ويتطرق إلى مسألة السبايا واستعباد النساء، خصوصاً الإيزيديات اللواتي اعتبرهن تنظيم «داعش» غنائم حرب كافأ بهن مقاتليه.