في مجموعته الشعرية الثالثة هذه، «لا أثر لخيلٍ تَعدو»، يواصل الشاعر أحمد نجم رحلته الشعرية التي تنسج خيوطها من خزان الذاكرة والمنفى، ومن التماسّ الحادّ بين الذات والعالم. تأتي هذه المجموعة بعد «الطيور تفقد بوصلتها» 2020، و«أفراح مؤجلة» 2023، لتكرّس أسلوبه القائم على التأمّل العميق في تفاصيل الحياة اليومية والطبيعة ومصائر البشر. تتنقل قصائد هذه المجموعة بين حنينٍ دفين لأمكنة الطفولة، وهمس الفصول في السويد، وتأملات في الغياب والانتظار والانتماء.
أحمد نجم، ابن الجليل الفلسطيني، والمقيم في السويد منذ ثمانينيات القرن الماضي، يكتب من موقع الإنسان العابر بين ضفتين: ضفة الذاكرة المنهوبة، وضفة الغربة الطويلة. قصيدته صافية، هادئة، لكنها تحتفظ في الوقت نفسه بعبق التاريخ في نبرتها، وبدفءٍ إنساني لا ينطفئ.