بعد مجموعته الشعرية الأولى، «الطيور تفقد بوصلتها» التي صدرت عام 2020، يواصل الشاعر أحمد نجم في مجموعته الشعرية الثانية هذه، «أفراح مؤجّلة»، مسيرته الشعرية بنبرة تتراوح بين الهمس حيناً والحدّة أحياناً أخرى. تميل العبارة إلى الهمس في القصائد التي تتناول مدارج الطفولة وزمنها الذي مضى في الجليل ويافا والناصرة. كذلك الأمر، في قصائد الشمال الاسكندنافي، ترقّ العبارة وتشفّ حتى تتماهى مع السكون والطبيعة وثلجها وغاباتها وبحيراتها وشمسها المنتظرة على الدوام.
أما حين يلتفت الشاعر نحو واقع الحال الراهن في البلدان المحيطة بالأبيض المتوسّط والمبتلاة بمآسٍ تتوالد وتشتدّ ضراوة، يرتفع حينئذٍ الصوت وتقسو العبارة تبعاً لحمولتها من الألم والأسى على حالٍ كلما حاول النهوض كبا وتدحرج إلى هاوية أعمق. على الرغم من ذلك، لا يزال صوت الشاعر يعبّر عن إيمانه بقدرة الشعوب على استعادة حقها في تولي مصيرها بنفسها.