بلغةٍ شاعرية مقتصدة في المفردات، تنساب حكايات عبد الرحمن عفيف في هذه المجموعة من القصص القصيرة. ومن حكاية إلى أخرى، ترتسم صورة الحياة في بلدة عامودا ومحيطها؛ حياة يتحرك فيها الناس ذهاباً وإياباً في السوق، وفي الشوارع المغبرّة صيفاً والموحلة شتاءً.
والناس الذين يتحركون ويحرّكون الحياة في البلدة طلاب يضجون في المدارس، وروّاد مقاهٍ يتخففون من هموم تثقل كواهلهم، وشعراء يهيمون بحثاً عن المعنى والفكرة المستعصية، وعشاق أسكرتهم نظرة عابرة أو إشارة، وأصحاب دكاكين يتصيدون الزبائن ومشائخ طرق صوفية لهم أتباع ومريدون. هذا هو عالم هذه القصص... العالم الجميل الموجود.