تجليات ما بعد الحداثة في الرواية العربية

يقف المؤلفان في هذا الكتاب على بعض الموضوعات التي تخص فترة ما بعد الحداثة تنظيراً وتطبيقاً بوصفها قضية فلسفية وفكرية، فجاء المبحث الأول بعنوان «ما بعد الحداثة المفهوم والإشكاليات» ليكون كاشفاً لماهية هذه المرحلة، وعرضنا فيه مفهوم ما بعد الحداثة عند النقاد منفردين ومجتمعين من خلال الرجوع إلى أهم المضانّ التي تناولت موضوع ما بعد الحداثة، ثم تناولا غموض المصطلح وعدم اتفاق النقاد على تقديم مفهوم واضح وجلي، ثم النظريات التي ولدت مع هذه المرحلة ومنها على سبيل المثال نظريات التفكيك والنقد الثقافي والتلقي والتقبل والنسوية والتاريخانية الجديدة والتأويلية والنقد الحواري والتناصية والنظرية العرقية والنقد الحواري وسيمياء التأويل وسيمياء الأهواء وغيرها من النظريات التي ظهرت مع المرحلة، والتي أصبحت جزءًا من هويتها النقدية، ومن ثم قارنا بين مرحلتي ما بعد الحداثة والحداثة؛ ليبينا للقارئ أهم الإشكالات التي أثارها فلاسفة ما بعد الحداثة على طروحات الحداثة، وكانت وسيلتهما في هذه المقارنة ما قدّمه الناقد إيهاب حسن من وجهات نظر، فضلاً عن تناول أهم مرتكزات المرحلة نفسها، ومنها التشكيك في السرديات الكبرى والتفكيك والتقويض ومحاربة العقل والعقلانية والعدمية وتحطيم الحدود بين الأجناس وتقويض السلالم الهرمية ومحاربة العرف والتقليد الثقافي وغيرها من الموضوعات، ثم وقفا على أهم الانتقادات التي وجهت لما بعد الحداثة ومنها موقفها من الحداثة نفسها والغموض والتعقيد والعبثية ونقد المركزية وغيرها.