بلغ انفتاح الأمّة العربيّة الإساميّة واحتكاكها بالشّعوب الأخرى، كالفرس والهنود، ذروته في العصر العبّاسي الّذي تمّ فيه تشجيع التّلاقح الثّقافيّ والفكريّ، وهو ما نتج عنه تطوّر كبير في شتّى الميادين العلميّة والثقافيّة، وفي مجال الأدب خاصّة، فبرزت المحاورات والمناظرات، والتّرجمات من اللّغة الفارسيّة إلى اللّغة العربيّة أو العكس، ككتاب «هزار أفسانة» الّذي نُقل إلى العربيّة باسم «ألف ليلة وليلة».
يتضمّن هذا الكتاب حكاية بعنوان «تودّد الجارية مع العلماء» وهو النصّ الّذي نروم تناوله بالدّراسة والتّحليل، وقد ورد هذا النصّ أيضاً على شكل مناظرة فقهيّة في الجزء الثّاني من موسوعة «مناظرات الأذكياء ومحاورات البلغاء بين المنافرات والمفاخرات» للسيّد صدّيق عبد الفتاح، وتغطّي المناظرة إحدى وثمانين صفحة؛ أمّا في كتاب «ألف ليلة وليلة» فقد جاء النصّ على شكل ليالٍ تمتدّ من اللّيلة 428 إلى اللّيلة 454 .